عقدت طاولة مستديرة بعنوان “الاتجاهات الحديثة في الشرق الأوسط” في 15 أيار/مايو 2023 بجامعة صوفيا القديس كليمينت أوخريدسكي. وقد تم تنظيم المناسبة ببالتنسيق المشترك بين جمعية أصدقاء العالم العربي ونادي الطلاب الدبلوماسي التابع لجامعة صوفيا.
وافتتح الطاولة المستديرة دينيس فاسيليف، رئيس نادي الطلاب الدبلوماسي المضيف للمناسبة. وعرّف الحاضرين على سبب تنظيم مثل هذا النوع من الفعاليات والذي يهدف إلى مناقشة المشاكل في منطقة لم يتم تحليلها بعمق كافٍ في الوسائل الإعلام البلغارية. وقدم بدوره رئيس أصدقاء العالم العربي، فلاديسلاف روبيف، أمام ضيوف الطاولة عرضا حول أنشطة المنظمة. وأشار إلى أنه عقد اجتماعات مثمرة في مدينة أربيل في أوائل شهر مايو الجاري حيث تمكّن من توقيع مذكرة تفاهم مع مركز للأبحاث الشهير روداوو.
ووفقا للاتفاق الثنائي وفي سياق المناقشة انضم عبر الإنترنت خبير المركز السيد محمود بابان بصفته متحدثا ضيفا. وهو قدم موضوعا تطرق إلى الوضع الراهن لقطاع النفط والغاز في إقليم كردستان والعراق. خلال العرض أشار إلى الصعوبات التي تمر بها صناعة النفط. وقدم إحصائيات عن الوضع الحالي للقطاع. وقال محمود بابان للمشاركين إن التوزيع الصحيح للموازنة العامة للبلاد له أهمية كبيرة لعمل صناعة النفط في كردستان العراق. وأشار إلى أن الوضع المالي لبعض شركات النفط في المنطقة له تأثير سلبي على فرص نمو القطاع. وأجاب محمود بابان على أسئلة المشاركين في الطاولة وهي كانت مرتبطة بتأثير الحرب في أوكرانيا على القطاع وفكرة تنويع مصادر الطاقة في العراق.
أتاحت الطاولة المستديرة فرصة للطلاب المتخصصين في العلاقات الدولية بجامعة صوفيا لتقديم تقارير في شكل عروض تقديمية.
عرّف دينيس فاسيليف المشاركين على موضوع “تأثير الحرب في أوكرانيا على دول الشرق الأوسط”. وتطرق إلى تأثير الصراع في أوكرانيا على تركيا وإسرائيل ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي. وأشار دينيس فاسيليف إلى أن مسار الحرب أجبر دول المنطقة على البحث عن مناهج جديدة في علاقاتها الثنائية مع أوكرانيا وروسيا. وتؤثر عواقب الصراع على بعض البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على قطاع الطاقة. وفقًا لدينيس فاسيليف فإن الحرب في أوكرانيا تهيئ الظروف لأزمة غذائية قد تؤثر على بعض البلدان أكثر من غيرها. وفي هذا السياق أشار إلى أن الجزائر والأردن وتركيا تتشكل مجموعة دول ضعيفة إلى درجة أقل من لبنان واليمن والسودان وليبيا التي هي الدول الأكثر اعتمادًا على واردات الحبوب من روسيا أو أوكرانيا. وفقًا لدينيس فاسيليف فإن مصر في وضعية تجبرها أن تبحث عن توازن فعال بين الولايات المتحدة وروسيا وفي الوقت ذاته لن تكاد دول مجلس التعاون الخليجي تحل محل شركائها الغربيين مع موسكو.
وقدم ديميتار دراغانوف عرضا عن الموضوع الثاني “اليمن – المصير المؤسف لبلد مجزأ. وقدم لمحة تأريخية مختصرة للبلاد موضحًا أن الدلالات الدينية بين المذهب الشيعي والسني قد تركت بصماتها على اليمن. وأشار ديميتار دراجانوف إلى أن اليمن يشهد إحدى أكبر الكوارث الإنسانية على البشرية. وضرب مثالاً على كيفية تأثير البنية التحتية المدمرة والأزمة الاقتصادية سلبًا على البلاد. في العرض الذي قدمه حول هذا الموضوع حلل ديميتار دراغانوف العواقب المحتملة لاستعادة العلاقات تدريجياً بين إيران والمملكة العربية السعودية. ووفقا له هناك احتمال لمزيد من الاستقطاب في الصراع إذا سعت الأطراف المتحاربة لمصالحها من خلال عدم احترام الهدنة المبرمة بينهما.
إن موضوع “الحرب الأهلية في سوريا – نظرة إلى المستقبل” قدمه ألكسندر ديميتروف حيث درس الوضع الحالي للبلاد من منظور دولي. ولفت الانتباه إلى إعادة إدراجها في جامعة الدول العربية. وأشار إلى أنه لا يزال هناك عدم وجود إجماع عربي عام حول هذا الموضوع حيث إن الدول التي أيدت هذا القرار هي 13 دولة من إجمالي 22 دولة. كما تطرق ألكسندر ديميتروف إلى دور تركيا وإيران في الصراع اللذان يتنافسان على النفوذ الاقتصادي. وحسب رأيه فإن أنقرة ستظل عاملاً رئيسياً خاصة في المناطق التي يقطنها الأكراد. وأشار إلى أن أحد النماذج التي يتم دراستها دوليًا هو أن هيكل الحكم في سوريا يقوم على مبدأ فيدرالي والذي يبدو في هذه المرحلة صعب التنفيذ.
أتيحت الفرصة للمشاركين والحاضرين فيالطاولة المستديرة لمناقشة الموضوعات المطروحة. ونتيجة لذلك ظهرت بعض المبادئ التوجيهية والأسئلة التي تشكل أساسًا جيدًا لتنظيم فعاليات لاحقة. هل الحرب في أوكرانيا تمنح بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرصة لإيجاد أسواق أكثر أمانًا خارج أوروبا؟ هل تستطيع سوريا استعادة ثقة معظم الدول العربية بعد إعادة اندماجها في جامعة الدول العربية؟ هل يمكن أن يؤدي الصراع في اليمن إلى أزمة مماثلة في بلد آخر في المنطقة؟ إلى متى سيستمر السلام في اليمن السعيد؟ هل ستكون الصين قادرة على مواصلة التوسط في المستقبل في الشرق الأوسط؟ كيف ستوازن دول مجلس التعاون الخليجي علاقتها بين الولايات المتحدة وروسيا والصين؟ وبالتأكيد سيسعى المشاركون في الطاولة المستديرة وخبراء مؤسستنا الإجابة عن هذه الأسئلة المثيرة في فعاليات لاحقة.
تتقدم جمعية أصدقاء العالم العربي بالشكر لشركائهم في ونادي الطلاب الدبلوماسي على تنظيم هذه المناسبة. وتشكر منظمتنا على تعاون ومشاركة محمود بابان من شريكنا الدولي.
اترك تعليقاً