لا يزال الوضع في السودان معقدًا بعد اندلاع الاشتباكات بتاريخ 14/4/2023 بين الجيش السوداني النظامي وتشكيلات قوات الدعم السريع. أفاد اتحاد أطباء السودان بأن عدد القتلى من بين الجنود والمدنيين في جميع أنحاء البلاد يتجاوز 300 قتيل أما الجرحى فوصل عددهم أكثر من 3000. كما أكدت المنظمة غير الحكومية بأنه تم هجوم المستشفيات وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي. ويعاني السكان العاصمة الخرطوم وهي مدينة يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة أكثر من غيرهم من القتال. ظل الكثير من الناس محرومين من مياه الشرب والكهرباء في منازلهم لمدة ثلاثة أيام ودرجات حرارة في العاصمة السودانية تصل حاليا إلى 40 درجة مئوية. في الوقت نفسه إن إمكانيات إجلاء المواطنين الأجانب من البلاد محدودة للغاية بسبب إغلاق المجال الجوي السوداني، وسد الطرق الرئيسية ، بالإضافة إلى إغلاق المعابر الحدودية مع تشاد وإثيوبيا.
ما يحدث في البلاد هو نتيجة صراع على السلطة بين قائد الجيش النظامي اللواء عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع المعارضة اللواء محمد حمدان دقلو (المعروف باللقب حميدتي). وبعد الانقلاب العسكري عام 2021 يحكم البلاد المجلس الانتقالي السيادي برئاسة اللواء البرهان والفريق حمدان دقلو يشغل منصب نائب رئيس المجلس.
بدأ القتال بعد فشل المفاوضات لإجراء الإصلاحات في قوات الأمن في البلاد. تتمثل إحدى المشاكل الرئيسية في دمج الوحدات شبه العسكرية والميليشيات في الجيش النظامي الأمر الذي سيؤدي إلى فقدان نفوذها. وفقًا للمحللين فإن التحالف بين الخصمين داخل المجلس الانتقالي السيادي لم يكن مستقرًا أبدًا. على الرغم من أنهم عملوا معًا في الانقلاب العسكري عام 2021 إلا أن قضية العلاقة المستقبلية بين الجيش والميليشيات المسلحة تقسمهم الآن ويمكن الآن وصف الشركاء السابقين بالأعداء. في الوقت نفسه هناك قضايا ومصالح مشتركة تربط بين البرهان وداقلو وعلى سبيل المثال قلقهم المشترك من أنهم قد يواجهون المحاكمة لأفعالهم من عام 2021. وبينما اتبع البرهان الخطوات التقليدية في الجيش كان اللواء دقلو قائدًا لما يسمى ميليشيا الجنجويد ، التي كانت في الثمانينيات وحشية بشكل خاص أثناء الصراع في دارفور – ليس فقط ضد الميليشيات المتمردة ولكن ضد السكان المدنيين أيضًا. كما يقاتل مقاتلو الجنجويد كمرتزقة في النزاعات في ليبيا (إلى جانب الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر) وفي اليمن (ضد قوات حركة أنصار الله المتطرفة).
من المحتمل أيضًا أن يتقاتل الخصمان للسيطرة على الموارد الطبيعية للبلاد. يمتلك السودان مخازن كبيرة من الذهب يستفيد منها اللواء البرهان والدائرة العسكرية من حوله وكذلك الجنرال دقلو والتشكيلات شبه العسكرية التي يقودها.
أصدقاء العالم العربي 2023
تنويه: جميع حقوق نشر هذه المقالة محفوظة لـ“أصدقاء العالم العربي“، ويُمنَع إعادة نشرها أو الاقتباس منها، جزئياً أو كلياً، دون أخذ إذن مُباشِر ومُسبَق من الجمعية، ويستثنى من ذلك الاقتباسات المحدودة المراعية لأصول البحث العلمي، لهدف تعليمي أو بحثي مُحدَّد، مع ضرورة الإشارة إلى الجمعية بوصفه الناشر الأصلي
اترك تعليقاً