التغييرات على رأس الإمارات العربية المتحدة

في أواخر مارس2023  كانت هناك بعض التغييرات في القيادة العليا لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأهمها التي تم إجراؤها في 29 مارس2023  أعلن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان نجله خالد بن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الجديد. اتخذ القرار من قبل أعلى هيئة تشريعية في البلاد ألا وهي المجلس الأعلى للاتحاد الذي يضم حكام الإمارات السبع.

بعد عام2014  تولى ولي العهد عددًا من المناصب البارزة في المؤسسات الحكومية و في عام 2016 تم تعيينه رئيسًا للهيأة المعنية بالأمن القومي وفي عام 2017 كان نائب مستشار الأمن القومي. يمنحه المنصبان رتبة وزير في الحكومة الأمر الذي يقربه رسمياً من آليات السلطة. وسيترأس خالد بن زايد في منصبه الجديد هيئة الرقابة على الحكومة الإماراتية. وهو رئيس مجلس إدارة إحدى أكبر شركات النفط في العالم – شركة بترول أبوظبي الوطنية (ADNOC)

على الرغم من بعض الشكوك (المنشورة في وثائق باندورا المسربة) حول تورط ولي العهد في صفقات مالية مشبوهة إلا أنه يتمتع بسمعة جيدة كقوة دافعة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في الإمارات العربية المتحدة.

واعتبر بعض المحللين إخوته محمد بن زيد – منصور بن زيد وهزاع بن زيد وطحنون بن زيد بأنهم من منافسي خالد بن محمد. وفي التعديلات التي جرت تم تعيين الإخوة في مناصب مختلفة أي نائب لرئيس دولة الإمارات ونائب لحاكم أبو ظبي.

ويمكن اعتبار طحنون بن زايد وهو مستشار الأمن القومي الخاسر الأكبر من هذه التغييرات وإعلان خالد بن محمد ولياً للعهد. وتجدر الإشارة إلى أن محمد بن زايد يحاول منذ سنين دفع ابنه إلى السلطة العليا على حساب شقيقه. ومن الأمثلة على ذلك استيلاء خالد بن محمد على شركة للأمن السيبراني وتصنيع الطائرات المسيرة (ADASI) والتي كان يديرها طحنون بن زايد من خلال وكيله الشمري. على الرغم من الاضطرابات التي حصلت وراء كواليس السلطة وهي ميزة لكل أسرة حاكمة فلا يوجد نقص في التعويض لــ “الساخطين” من التغييرات في السلطة. فمنذ أواخر عام2022  وبداية عام 2023 يترأس طحنون بن زايد نفسه منصب رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي السيادي الذي تبلغ رسملته حوالي790  مليار دولار. ولا يزال يمثل واجهة الدبلوماسية غير الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة ويشغل منصب المستشار الأمني لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

من المحتمل أن يعني اختيار محمد بن زايد إعلان ابنه ولياً للعهد أن خالد بن محمد سيخلف والده في منصب الرئاسة. ويمكن تفسير هذه الخطوة على أنها محاولة مهمة لتغيير الأجيال في أبو ظبي. وشملت الخيارات الأخرى المطروحة أمام رئيس الإمارات أعضاء بارزين في الأسرة الحاكمة. وبالتالي فإن التحولات الرسمية في السلطة تمهد الطريق القانوني لخلق توازن القوى الجديد في أبو ظبي.ومن جهته يحتفظ طحنون بن زايد بنفوذه الاقتصادي. في منصبه الجديد يمكنه إدارة القضايا المتعلقة بتنويع الاقتصاد الإماراتي – جذب الاستثمارات الأجنبية والمهاجرين الموسرين بما في ذلك رجال الأعمال الروس الأثرياء.

أصدقاء العالم العربي 2023. بقلم فلاديسلاف روبيف

تنويهجميع حقوق نشر هذه المقالة محفوظة لـأصدقاء العالم العربي، ويُمنَع إعادة نشرها أو الاقتباس منها، جزئياً أو كلياً، دون أخذ إذن مُباشِر ومُسبَق من الجمعية، ويستثنى من ذلك الاقتباسات المحدودة المراعية لأصول البحث العلمي، لهدف تعليمي أو بحثي مُحدَّد، مع ضرورة الإشارة إلى الجمعية بوصفه الناشر الأصلي

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Do not copy!